عاجل نيوز
*هل يستطيع السودانيون ان يتجاوزا ابتزاز بعضهم ، و الخروج من هذه الازمة بحلول تضمن المصالح الوطنية العليا لبلادنا* ؟
*الشعب السودانى لن يسمح بتكرار نماذج ( الفوضى الخلاقة ) فى العراق و سوريا و لبنان و اليمن و ليبيا*
*امريكا تتقاسم النفوذ و الموارد فى المنطقة مع ايران و تركيا و روسيا*،
حملت الانباء ، ان السيد سفير الولايات المتحدة الامريكية ، انخرط بعد اقل من اسبوع من تقديم اوراق اعتماده ، فى لقاءات مكثفة مع اطراف سودانية ، بحضور بعض السفراء الاجانب ، و قال السيد السفير ( انه يتوقع خلال المدى القريب تشكيل حكومة جديدة فى السودان بقيادة مدنية ، ضمن سياق حوار شامل يضم جميع الاطراف السودانية ) ، و لا جديد فى تقديرى فى النهج الامريكى فى التعاطى مع الازمات و خاصة فى الشرق الاوسط ، و ربما لن يتجاوز دور السفير ما كانت تقوم به السفارة برئاسة القائم بالاعمال ، و لا شك انه سيدرك سريعآ انه اسير الروشتات القديمة و التى لم تنجح فى العراق ، قادت امريكا الحرب فى العراق ضد الرئيس صدام حسين ، و اسقطت حكمه ، و سلمته للايرانيين ليتم اعدامه امام شاشات التلفزة ، و تم تدمير العراق و تحول الى دولة تحكمها المليشيات الموالية لايران ، و هاهى امريكا الدولة العظمى تستجدى ايران للتوقيع على احياء الاتفاق النووى ،
نفس السياسات الامريكية فشلت فى سوريا ، وبالفعل تحتل المليشيات الايرانية سوريا ، و تتقاسم النفوذ فيه مع روسيا و امريكا و تركيا ، وما ينطبق على سوريا ، ينطبق على لبنان ، و لا يختلف الامر عما هو عليه مما يجرى فى اليمن ، و ليبيا ليست اخر بلاد العرب التى تفشل فيها السياسة الامريكية ، فى كل الدول التى تدخلت فيها امريكا بهدف اصلاح الحال و اقامة الحكم الديمقراطى ، تحولت هذه البلدان الى دول فاشلة تطحنها الحرب الاهلية و الفساد ، و تتعدد فيها مراكز صنع القرار، مع غياب تام لسيادة الدولة ، الجدير بالملاحظة ان كل ( المساعى ) الامريكية لتقديم حلول فى هذه البلدان باستثناء ليبيا ( و لاسباب مذهبية ، حلت تركيا محل ايران ) ، كان هناك نفوذ ايرانى ظل ينمو و يترعرع لدرجة تباهى قادة ايران بانهم يحكمون خمسة عواصم عربية،
لا احد يريد ان يفهم ان بلادنا الان تتحول من الدولة المحكومة سياسيآ عبر حكومة وطنية ، الى الدولة المحكومة مخابراتيآ ، و ربما تكون حكومة حمدوك هى آخر حكومة اختارها طيف واسع من ابناء السودان ، كل المؤشرات تتجه الى نوايا استخبارية اجنبية لفرض حكومة الامر الواقع ، بفعل الابتزاز المخطط له فى كواليس اجهزة الاستخبارات الاقليمية و الدولية ،
من واجبنا ان ننصح السيد سفير الولايات المتحدة الامريكية ، بان لا يقع فى فخاخ الاخطاء المميتة التى اتبعتها حكومته فى المنطقة ، و ان رفع العصا فى وجه بعض السودانيين لا ينفع ، وحتى لو حملت اليد الاخرى الجزرة للبعض الآخر ، و نحن اذ نرحب بتواجد سفير امريكى فى بلادنا بعد ربع قرن من القطيعة ، نتمنى له النجاح فى تمثيل بلاده ، و المحافظة على ( مصالحها ) ، و لن ينجح فى مساعيه ان لم يضع مصالح بلادنا ايضآ فى الاعتبار ، موقع السودان الجيواستراتيجى و موارده يجعله مستهدفآ فى وحدته و نسيجه الاجتماعى ، و نتطلع الى دور افضل مما انتجته السياسة الامريكية فى الشرق الاوسط ، الشعب السودانى لن يسمح بتكرار نماذج ( الفوضى الخلاقة ) فى العراق و سوريا و لبنان و اليمن و ليبيا ، حيث تتقاسم ايران النفوذ و الموارد مع الولايات المتحدة الامريكية ، و ستوقع امريكا الاتفاق النووى مع ايران رغم ما يبدو عليه الامر ان التفاق غير وارد ،
الحرب فى اوكرانيا تفرض واقعآ استراتيجيآ جديدآ ، فهل يستطيع السودانيون ان يتجاوزا ابتزاز بعضهم لبعض ، و الخروج من هذه الازمة بحلول تضمن المصالح الوطنية العليا لبلادنا ؟ امريكا تتقاسم النفوذ و الموارد فى المنطقة مع ايران و تركيا و روسيا ، على حساب القارة العجوز و الخليج و مصر ، نواصل